«السياحة» تستجيب لـ«المصرى اليوم»: الإبقاء على القطع الأثرية وعدم نقلها إلى المنيا

فى استجابة سريعة لما نشرته «المصرى اليوم» حول غضب فى بنى سويف بعد قرار نقل ٣ آلاف قطعة أثرية إلى المنيا، أعلنت وزارة السياحة والآثار رغبتها فى الإبقاء على القطع الأثرية داخل محافظة بنى سويف وعدم نقلها إلى المتحف الأتونى فى منطقة البهنسا بمحافظة المنيا، مشيرة إلى أن وزارة السياحة والآثار تنسق مع المحافظة لإيجاد مكان مؤقت لنقل الآثار من المتحف الحالى إلى مكان بديل كمتحف مؤقت واستخراج القطع الأثرية من صناديقها لحين تطوير المتحف الحالى حفاظًا على القطع الأثرية من التلف بعد تعرضه للمياه الجوفية وإغلاقه منذ ١٢ عامًا.

وقالت النائبة سهام بشاى، عضو مجلس النواب عن محافظة بنى سويف، إنها تلقت مكالمة تليفونية من وزير السياحة والآثار شريف فتحى، عقب مطالبتها فى مجلس النواب بضرورة الإبقاء على القطع الأثرية الموجودة فى متحف بنى سويف والمغلق مذ ١٢ عامًا بعد ظهور مياه جوفية فى بدروم المتحف ودخوله مرحلة التطوير.

وأضافت النائبة أن وزير السياحة قال لها إنه يقدر النواب الذين يعملون من أجل مصر، ورغبة أهل بنى سويف فى الحفاظ على متحف بنى سويف فى مكانه وإن الوزارة منفتحة فى رغبتها فى الإبقاء على ٣٠٠٠ قطعة أثرية فى محافظة بنى سويف، والوزارة ستقوم بإجراء اتصالات مع المحافظة وبالتحديد الدكتور محمد هانئ غنيم، محافظ بنى سويف، لإيجاد مكان مؤقت لنقل القطع الأثرية إليه لحين البت فى المتحف الحالى وإعادة تطويره.

وأوضحت أن الوزير أكد أنه داعم مع رئيس المجلس الأعلى للآثار للإبقاء على القطع الأثرية فى محافظة بنى سويف، وأنه سيكون موجودًا فى محافظة بنى سويف أثناء افتتاح المتحف المؤقت فى بنى سويف مع المحافظ، للحفاظ على الآثار المصرية الموجودة فى المتحف الحالى.

كانت النائبة سهام بشاى، عضو مجلس النواب عن محافظة بنى سويف، اعترضت على نقل آثار بنى سويف إلى مخزن البهنسا بالمنيا، مشيرة إلى أن هوية بنى سويف التاريخية وحضارتها بهذه الطريقة سيتم محوها، فالمحافظة كانت تحكم مصر فى عهد الأسرتين الفرعونيتين التاسعة والعاشرة وبالتحديد من مركز إهناسيا الذى سمى بالعصر الإهناسى فى فترة من أصعب فترات حكم مصر التى أعقبت الثورة الاجتماعية الأولى فى التاريخ.

وأضافت أن آثار بنى سويف كلها فى المتحف الذى تم افتتاحه عام ١٩٩٧، والغريب أنه فى عام ٢٠١٣، حدث بشكل مفاجئ غلق المتحف لدخوله مرحلة التطوير، التى لم تتم حتى الآن، وبذلك تم إغلاق المتحف منذ ١٢ عامًا، وخلال هذه السنوات قاموا بنقل الآثار من صالة العرض بالمتحف التى كانت مزارًا كبيرًا لأهالى المحافظة والأفواج الأجنبية التى كانت تمارس سياحة اليوم الواحد بعد زيارة منطقة آثار ميدوم وتنهى اليوم بزيارة المتحف، ولطلاب كلية الآداب قسم التاريخ وقسم الآثار، وطلاب وطالبات كلية السياحة قسم إرشاد سياحى، كما أنه كان مزارًا رئيسًا لطلاب وطالبات مدارس المحافظة.

وأوضح الدكتور أحمد حميدة، رئيس الإدارة المركزية للمتاحف الإقليمية بقطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، لـ«المصرى اليوم»، أننا اضطررنا لاتخاذ الإجراءات لنقل ٣٠٠٠ قطعة أثرية من متحف بنى سويف إلى المخزن المتحفى بمنطقة آثار البهنسا بالمنيا، للحفاظ على الآثار بعد المياه الجوفية التى طالت بدروم المتحف بمحافظة بنى سويف منذ عام ٢٠١٣، ونظرًا لأن المخزن الحالى غير ملائم لحفظ الآثار لفترات طويلة وارتفاع الرطوبة والحرارة التى تؤثر بالسلب على الآثار وخاصة العضوية منها، مشيرًا إلى أن جهات تحقيق وجهات رقابية طالبت إدارة المتاحف بنقل الآثار من داخل المتحف ببنى سويف للحفاظ عليها وخاصة أنها بها توابيت وآثار عضوية.

وتابع: «أرسلت لجنة أثرية إلى المخزن المتحفى بمنطقة إهناسيا التابعة لمحافظة بنى سويف لمعاينة القاعات الخاصة بالمخزن تمهيدًا لنقل القطع الأثرية من متحف بنى سويف إلى المخزن فى نطاق المحافظة وتلقيت تقريرًا من اللجنة بأن هناك صالة رقم (١) تصلح لنقل الآثار إليها وعرضت التقرير على رئيس قطاع المتاحف الذى بدوره خاطب اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار، وصدر قرار من اللجنة الدائمة فعلًا بنقل الآثار إلى مخزن إهناسيا واعتقدت أن مشكلة نقل الآثار انتهت إلا أننى فوجئت أثناء اتخاذ الإجراءات اللازمة للنقل بمذكرة من مدير مخزن الآثار بإهناسيا، يؤكد أن المخزن لا يستطيع استقبال القطع الأثرية من متحف بنى سويف إلى المخزن بسبب دخوله عملية التطوير، ما يصعب نقل الآثار إلى المخزن المتحفى بإهناسيا، وبناء عليه تم وضع تصور لنقل تلك القطع للمخزن المتحفى بالبهنسا وذلك لحين إعادة افتتاح متحف بنى سويف».

وأشار إلى أن المتحف الأتونى الذى انتقلت إليه عهدة آثار متحف بنى سويف لن يستفيد من آثار بنى سويف لأن المتحف مخصص لعصر أخناتون والقطع الأثرية التى سيتم نقلها ليست من هذا العصر نهائيًا، وإنما عملية النقل ستكون من أجل الحفاظ على الآثار لحين تطوير متحف بنى سويف وإعادتها مرة أخرى إليه.

ولفت إلى أن المسؤولين الأثريين والموقعين على عهدة القطع الأثرية بمتحف بنى سويف، تقدموا باعتذار رسمى وطلب لإخلاء طرفهم من العهدة، طالما ستكون خارج المحافظة، وبناء على ذلك تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسليم تلك العهدة إلى أمناء المتحف الأتونى.

ويتم حاليًا تغليف الآثار بطريقة تحافظ على نقلها، وحتى الآن تم تغليف ما يقرب من ١٠٠٠ قطعة أثرية وباقٍ ٢٠٠٠ قطعة وعند الانتهاء من عمليات التغليف سيبدأ النقل إلى المخزن المتحفى بالبهنسا.

وأوضح أننا على استعداد للشراكة مع الاستثمارات الخاصة لدعم إعادة افتتاح المتحف فى ظل خطة الدولة لاستغلال الأصول الخاصة بها والوزارة دائمًا تمد يدها للمستثمرين للعمل معنا فى مجال السياحة والآثار.

وأضاف أنه فى حالة توفير مكان ملائم وبديل جاهز لعمل متحف فإن الوزارة ستدرس المقترح وعلى استعداد لعمل متحف بالتنسيق مع محافظة بنى سويف وخاصة فى ظل توجه المحافظة لتطوير مدينة بنى سويف والمقاصد السياحية بها، ولنا تجربة تعاون مشترك مثلما حدث مع محافظة مطروح، لافتا إلى أن مديرة المتحف تلقت عرضًا من أحد مسؤولى المحافظة لنقل المتحف إلى مبنى مجلس مدينة بنى سويف المكون من ٣ طوابق، وكان هناك موافقة شفهية منا على المقترح لحين دراسة ومعاينة المبنى ومراجعة ذلك مع المسؤولين المعنيين فى الوزارة والمحافظة، إلا أننا فوجئنا بأن المبنى كان مؤجرًا من قبل أسرة إسلام باشا بالمحافظة، وحصلت على حكم قضائى بعودة المبنى للأسرة، وبالطبع تم التراجع عن الفكرة.

2024-07-27T03:13:03Z dg43tfdfdgfd